فلسطين – صحفيون عرب من اجل المناخ – حذّر مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، من تفاقم التلوث البلاستيكي في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب وتدهور الوضع البيئي، وذلك بالتزامن مع إحياء يوم البيئة العالمي.
وقال المركز في بيان بمناسبة اليوم العالمي الذي يُنظم هذا العام تحت شعار “التغلب على التلوث البلاستيكي”، إن الحديث عن حماية البيئة في فلسطين بات مهمة “معقّدة”، في ظل الحصار، والدمار الواسع النطاق، وتراكم النفايات في غزة، إضافة إلى الانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية.
وأضاف البيان أن هذا اليوم يكتسب بُعدًا خاصًا في السياق الفلسطيني، إذ يتقاطع مع الذكرى السنوية لهزيمة حزيران عام 1967، التي شهدت احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأتي في ظل تصعيد عسكري طال أكثر من 600 يوم في قطاع غزة، واستمرار الاجتياحات المتكررة في شمال الضفة للشهر الخامس على التوالي.
وأشار المركز إلى أن نحو 170 ألف طن من النفايات تراكمت في شوارع غزة، ما يشكل تهديدًا صحيًا وبيئيًا خطيرًا، في ظل تدمير البنية التحتية وعدم توفر معدات نقل النفايات. وأوضح أن هذا الوضع يفاقم مخاطر انتشار الأمراض، وتلوث المياه الجوفية، وتدهور جودة الهواء.
وبحسب المركز، فإن الحرب أدت إلى تدمير أكثر من 655 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، فيما دُمّرت 92% من الأراضي الزراعية، وتواجه أكثر من 2.4 مليون نسمة في غزة أوضاعًا وصفها البيان بأنها “كارثية” مع بلوغ الدمار الشامل في القطاع 88%.
معاهدة عالمية مرتقبة
وقال البيان إن يوم البيئة العالمي لهذا العام يسبق بشهرين جولة جديدة من المفاوضات الدولية للتوصل إلى معاهدة عالمية ملزمة لإنهاء التلوث البلاستيكي. وتستضيف كوريا الجنوبية الفعاليات الرسمية، حيث تُعد مقاطعة “جيجو” نموذجًا في إدارة النفايات المنزلية وفصلها من المصدر.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، يُقدّر أن 11 مليون طن من النفايات البلاستيكية تتسرب سنويًا إلى الأنظمة المائية في العالم، بينما تتراكم الجزيئات الدقيقة في التربة بفعل الاستخدام الزراعي للبلاستيك. وتُقدّر التكلفة الاجتماعية والبيئية لهذا التلوث بما بين 300 إلى 600 مليار دولار سنويًا.
“7 ن” لمكافحة التلوث
وأكد مركز التعليم البيئي أنه رغم التحديات السياسية والإنسانية، يجب عدم إسقاط قضايا البيئة من الأولويات، معتبرًا أن حماية الطبيعة توازي حماية الحق بالحياة.
واستعرض المركز مبادرة “7 ن”، وهي خطة أطلقها مطلع 2025 لتعزيز بيئة مدرسية خالية من النفايات، وتتضمن مبادئ: نرفض، نُقلّل، نُعيد، نُصلّح، نُكرّر، نتبنى، ونُفكّر، في إشارة إلى مبادرات لخفض النفايات، وإعادة الاستخدام، وتشجيع ثقافة الاستدامة.
ودعا المركز إلى تبني سياسات حكومية تقلل من استيراد المنتجات البلاستيكية، وحظر تصنيعها أو تسويقها، بجانب إطلاق حملات وطنية دورية لتنظيف الأماكن العامة، وزيادة الوعي بمخاطر استخدام البلاستيك أو حرقه.
وأشار البيان إلى أن التلوث البلاستيكي يعمّق الأزمة البيئية العالمية، ويشكل تهديدًا ثلاثيًا يشمل تغيّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وتفاقم التلوث.