الرياض / المملكة السعودية العربية – صحفيون عرب من اجل المناخ –
أشادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بالمملكة العربية السعودية لمبادرتها البيئية الطموحة المتمثلة في زراعة عشرة مليارات شجرة داخل المملكة بحلول عام 2030، في خطوة تهدف إلى مكافحة إزالة الغابات، والتصحر، وتغير المناخ.
وقال الدكتور نزار حداد، مدير برامج الفاو في السعودية:
“في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يصادف 17 يونيو، أظهرت المملكة العربية السعودية قيادة عالمية في مجال استعادة الأراضي من خلال التزامها بزراعة عشرة مليارات شجرة. هذه المبادرة تمثل نموذجًا للدبلوماسية البيئية والاستثمار الاستراتيجي ضمن رؤية المملكة 2030.”
وتعد هذه الخطوة جزءًا من التزام سعودي أوسع في المنطقة، حيث أعلنت المملكة أيضًا دعمها لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في منطقة الشرق الأوسط، لتقود بذلك واحدة من أكبر حملات التشجير على مستوى العالم.
ولا تقتصر المبادرة على زراعة الأشجار فقط، بل تتضمن حلولًا مستدامة قائمة على الطبيعة، تثبيت الكثبان الرملية باستخدام سعف النخيل المجدول، وهي طريقة تقليدية مدعومة من الفاو والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي (NCVC)، بهدف الحد من التعرية الريحية، والحفاظ على رطوبة التربة، وتحفيز نمو النباتات المحلية.
كما تتضمن المبادرة السعودية توسيع نطاق المناطق الطبيعية المحمية لتغطي 30% من مساحة المملكة و تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة الى جانب بناء تطبيق ميداني لتقنيات تثبيت الكثبان الرملية بالتعاون مع الفاو والمركز الوطني للغطاء النباتي.
ومن أبرز المحطات في هذه الجهود، استضافة السعودية لمؤتمر الأطراف الـ16 لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD COP16) في الرياض في ديسمبر 2024، والذي جمع ممثلين عن قرابة 200 دولة. وخلال المؤتمر، أطلقت المملكة “شراكة الرياض العالمية لمقاومة الجفاف”، والتي جمعت أكثر من 12 مليار ريال سعودي (3.2 مليار دولار أمريكي) لدعم الدول المعرضة للجفاف. ومن المتوقع أن تستفيد من هذه الشراكة أكثر من 80 دولة عبر تحفيز الاستثمارات العامة والخاصة في إدارة الأراضي المستدامة.
وأكد الدكتور حداد أن شعار هذا العام لليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف هو: “استعد الأرض، وافتح الفرص.” مشيرًا إلى قناعة الفاو بأن استعادة الأراضي تملك القدرة على تحقيق الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية والرفاه المجتمعي.
وتتماشى هذه الجهود مع عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية (2021–2030)، وهو تحرك عالمي يهدف إلى عكس مسار تدهور النظم البيئية وتعزيز صمودها.
وأضاف الدكتور حداد: “بدأت السعودية قيادتها في ملف استعادة الأراضي خلال رئاستها لمجموعة العشرين عام 2020، عندما أطلقت مبادرة عالمية لمكافحة تدهور الأراضي بدعم مالي يمتد لعقد كامل. هذه الجهود تعكس إيمان المملكة بأن استعادة الأراضي أمر جوهري لتحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الإقليمي وبناء مستقبل أكثر مرونة.”
وأشادت الفاو بشركائها الفنيين في تنفيذ هذه البرامج، بما في ذلك برنامج التنمية الزراعية الريفية المستدامة (SRADP) و المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر (NCVC) و وزارة البيئة والمياه والزراعة (MEWA) حيث تؤدي هذه الجهات دورًا محوريًا في تنفيذ ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي، وتوسيع جهود الاستعادة، وبناء القدرات الوطنية.
وتؤكد المبادرة على أهمية التعاون الدولي، والمشاركة المجتمعية، وتبادل الحلول العملية، بما في ذلك إعادة التشجير، والزراعة الذكية مناخيًا، واستخدامات الأراضي المستدامة.
يُذكر أنه بحلول عام 2023، كانت مبادرة الشرق الأوسط الخضراء (MGI)، بقيادة السعودية أيضًا، قد نجحت في زراعة أكثر من 41 مليون شجرة في مختلف أنحاء المنطقة، في خطوة تعزز الرؤية المشتركة لتحقيق الاستدامة البيئية الإقليمية.
Ask ChatGPT